كلمة السيد سعادة سفير الجزائر برومانيا، السيد عبد المجيد نعمون، بمناسبة إحياء عيد الاستقلال والشباب، المصادف ليوم 05 جويلية 2024.
أيتها السيدات أيها السادة.
على وقع كلمات النشيد الوطني والألوان التي تزهو بالراية الوطنية، نحتفل اليوم معكم بعيدي الاستقلال الوطني والشباب، ذلك الموعد الأغر المتوج لنضالات الشعب الجزائري وكفاحه الملحمي طيلة سنوات الاستعمار البغيض لبلادنا.
تتداعى اليوم إلى أذهاننا تلك الهمم العالية للمجاهدين والشهداء، داخل الوطن وخارجه، الذين أقسموا ذات يوم بالجبال الشامخات الشاهقات بأنهم أعلنوا قيام ثورتهم المجيدة لنيل الحرية والاستقلال، فحياة أو ممات، وعقدوا العزم أن تحيا الجزائر، ونحن نشهد لهم جميعا بأنهم قد وفوا العهد والتزموا الوعد ودفعوا بالنفس والنفيس لإحراز ذلك "وما بدلوا تبديلا"، فكان هنيئا لهم نيل الاستقلال، وحري بنا الاحتفال بذكراهم وذكرى بطولاتهم والحفاظ على أمانتهم التي أودعوها بين أيدي الأجيال المتتالية من بعدهم .
في مثل هذا اليوم من الخامس 05 جويلية 1962، إحتفل الشعب الجزائري بانتصاره على العدو في حرب دامت طيلة 132 سنة من الاستعمار، فظرف دموع الفرحة لنيل العزة والكرامة والاستقلال كما ظرف دموع الأسى على من فقدناهم من بين قوافل شهداءنا الابرار، فاختلطت دموع الفرحة مع دموع الأسى ولكن رفعت الرؤوس شامخة الى السماء " بأن تحيا الجزائر حرة أبية".
واليوم تعقد الدولة الجزائرية العزم، وعلى راسها السيد رئيس الجمهورية، على الحفاظ على هذا الاستقلال الوطني وبرموزه السامية عن طريق الدفع المتكامل ببرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية لاسيما بالتخلص من اقتصاد الريع والتبعية الاقتصادية للمداخيل البترولية، مع تشجيع استقدام الاستثمارات الأجنبية الى الوطن عن طريق قانون الاستثمارات الجديد واستحداث الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار واشراك أفراد الجالية الجزائرية في هذا المجال.
كما تحرص الدولة الجزائرية، من جهة أخرى على تعميق الوعي الوطني بأهمية موروثنا التاريخي وارتباطه بحاضر الامة ومستقبلها بما يرعى حقوقها المترتبة عما لحقها من مآسي فضيعة وجرائم بشعة على يد الاستعمار.
إن التأكيد على أن حرص الحكومة الجزائرية من اجل التمسك بملف الذاكرة الوطنية الغير قابلة للطي أو المساومة أو للنسيان، يهدف الى إبقاء مشعل الراية الوطنية مرفوعا بشموخ، من أجل ضمان تسليم امانة الشهداء ورسالتهم الزكية الى يد الاجيال القادمة. وهنا ترتسم أهمية الارتقاء بعيد الشباب حيث تلتقي رمزية فداء شباب الثورة بأمل وكفاح وصمود شباب الأجيال الصاعدة.
تولي الدولة الجزائرية اهتماما بالغا بأحوال المواطنين الجزائريين بالخارج من أجل إدماجهم والتواصل المستمر معهم من خلال جملة من التدابير والسياسات التي سمحت بالتكفل بانشغالاتهم، وذلك تنفيذا للالتزام 51 للسيد رئيس الجمهورية الذي ينص على حماية الجالية الوطنية بالخارج وترقية مشاركتها في التجديد الوطني على غرار ما يلي:
ولا يفوتني في هذا المقام الكريم أن أتوجه إليكم والى جميع افراد الجالية الجزائرية برومانيا ومقدونيا الشمالية بجميع فئاتهم الاجتماعية، التوصية والدعوة الى الالتحام والتكافل الاجتماعي فيما بينها والمبادرة بإنشاء جمعيات ثقافية واجتماعية توحد الصفوف وتسهل الاطلاع على انشغالاتكم بما يخدم آمالكم وتطلعاتكم ويساعدكم على التواصل فيما بينكم في ديار الغربة.
أمام كل ما سبق ذكره، وتخليدا لعيد الاستقلال والشباب وجب علينا في حضرة جناب شهدائنا الابرار ان نترحم، بخشوع وإجلال، على أرواحهم الزكية الطاهرة.... فأولئك ممن نحتسبهم مع:
" من أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا"...صدق الله مولانا العظيم.
المجد والخلود لجزائر العزة والكرامة ولشهدائنا الابرار.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.